الهالات السَّوداء
يعاني بعض الناس من مشكلة طالما كانت وما زالت تؤرِّقهم، وهي الهالات السَّوداء حول العينين، حيث إنّ الأطباء المتخصِّصين في هذا المجال يُجرون الأبحاث تِلو الأبحاث للعثور على عقارٍ يساعد أصحاب هذه المشكلة للتَّخلُّص منها، وأيضاً نجد الكثير من النَّاس الذين يجهلون أسباب هذه الهالات السَّوداء، وكيف من الممكن التَّخلص منها، ولذلك سنعرض عليكم بعض الأسباب التي قد تؤدي لهذه المشكلة، وما يمكن فعله من أجل علاجها أو حتى التقليل منها.
أسباب الهالات السَّوداء
كما يقال في المثل "إذا عُرِفَ السَّبب، بطُل العجب" فمن أهم الأسباب التي تؤدِّي إلى ظهور الهالات السوداء حول العينين، الأنيميا، والتَّوتُّر، وقِلَّة النَّوم، وفقدان الوزن، والسَّهر المستمر، والحساسيَّة، واحتباس السَّوائل في الجسم، والجيوب، والتَّغذية غير الصَّحيحة، والوراثة، وتقدُّم السِّن، ولكن نودُّ أن ننوِّه إلى أنه ليس من الضَّروري أنّ من عنده هذه الأسباب من المفروض أن يصاب بالسَّواد حول العينين، وأيضاً ليس من الضَّروري أن نحصر الأسباب في هذه النقاط التي ذكرناها؛ لأنه من الممكن أن تكون هناك أسبابٌ أخرى، ولكنَّ العلم لم يكتشف علاقتها بهذه المشكلة.
علاج الهالات السَّوداء طبيّاً
يعتمد نوع العلاج على طبيعة السَّبب، فبعض هذه الأسباب يجب أن يتعامل معها طبيب متخصِّص، وأسبابٌ أخرى تحتاج إلى مثابرة من المريض نفسه، وزيادة العناية بنفسه، وأخيراً يمكن استخدام بعض الوسائل البسيطة التي تساعد بشكلٍ فعَّالٍ لعلاج هذه المشكلة، وسنذكر الآن مراحل العلاج، وهي تأتي على ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: تخلَّص من المُسبِّب الأصلي، فكما قلنا سابقاً إذا شخَّصنا السَّبب وتخلَّصنا منه، فعندها يَسهُل علاج المشكلة، ومن طرق التَّخلُّص من هذه الأسباب هي:
- التَّخلُّص من القلق والتَّوتُّر، لأنه سيؤثر وبشكل مباشر على صحَّتك وعلى نومك الطَّبيعي، يجب أن تجلس مع نفسك يومياً لفترة وجيزة حتى تتمكن من تفهُّم المشاكل، وأنها ليست نهاية المطاف، فتتقـبَّـل الأمور ببساطة.
- النوم العميق، لا يمكن الحصول على النَّوم العميق إلا إن ضبطنا مواعيد النَّوم السليمة، وهي ساعات الليل، فنوم ساعة في الليل يكافئ عدة ساعات من النَّوم نهاراً، ناهيك عن أنَّ النَّوم ليلاً يساعد على ضبط الساعة الداخلية، فبذلك ستحصل على نومٍ أعمق.
- التَّخلُّص من الحساسية، من المعروف أن من أهم الطُّرق للقضاء على الحساسية هو بالتوقف عن تعاطي المُسبِّب الذي أدى لها، فإمَّا أن يكون السبب من تناول نوعٍ من أنواع الأطعمة، أو الغبار، أو بعض الأدوية والمراهم التي يستخدمها المريض، وهذا يمكن تحديده عند الطبيب المتخصِّص، بعمل الفحوصات اللازمة وأخذ العيِّنات.
- التَّغذية الجيدة التي تحتوي جميع الفيتامينات والبروتينات المطلوبة للجسم، لأن نقص بعض أنواع الفيتامينات يؤدي إلى هذه الهالة السَّوداء حول العين، فيجب تناول الخضار بالمعدَّل المطلوب، وخاصَّةً التي تحتوي على الفيتامين "د" و"أ" و"ج".
- المرحلة الثانية: وهي المستحضرات والعقاقير الطبيَّة، وعمليات التجميل المختلفة، وهذه المرحلة لا يُفتي بها إلا من كان لديه العلم الصَّحيح، وهو الطَّبيب المتخصِّص، لأنه يعلم ما هي الفحوصات والعينات التي يجب إجراؤها، وعلى هذا الأساس يعطي الوصفة الطبية اللازمة، وما اللازم إجراؤه من خطوات التي يمكن تساعد في التَّخلُّص من الهالات السوداء، ومن هذه الوسائل التي يستخدمها الطبيب:
- استخدام التَّقشير، وهذا من الأساليب التي يصفها الأطباء في حالة الهالة السوداء الخفيفة جداً، ويوجد مستحضرات خاصَّة لهذه المنطقة؛ وذلك بسبب قربها من منطقة العين.
- جلسات مساج الوجه، حيث إن عملية التَّدليك من الخطوات الضَّرورية حتى مع استخدام المستحضرات الطبيَّة أو العمليات.
- مراهم الفيتامينات، وهي أيضاً ضرورية في التخلص من الهالات السوداء، ولكن يجب الانتباه إلى أن بعض الأطباء لا ينصحون باستخدام أيَّ نوع إلا بعد إجراء الفحوصات التي تؤكد عدم حساسية الجلد لبعض المستحضرات، وخاصَّةً المحتوية على فيتامين "أ".
- المراهم العلاجية، وهي التي تحفِّز تدفق الدم في الشُّعيرات الدَّموية؛ من أجل تنشيط التغذية المناسبة لهذه المنطقة، وخاصَّةً لمن يعانون من الجيوب الأنفية؛ لأن الجيوب تضغط على الشُّعيرات الدَّموية، مما يؤدِّي إلى نقص تدفُّق الدم فيها.
- الأجهزة الحديثة، فمنها ما هو محفِّز للأعصاب، كالتي تعطي ومضات كهربائية تساعد على تنشيط عضلات الوجه، ومنها أيضاً ما يطلق الموجات فوق الصوتية ذات الفعالية السَّريعة والكفاءة العالية.
- عمليات الليزر، وهي أجهزة خاصَّة تطلق أشعَّة ليزر ذات موجات مختلفة؛ بحيث إنها تفتّت الجزيئات المسبِّبة لهذه المشكلة، إن كان تراكماً للدهون، أو انحصاراً لجزيئات الدَّم تحت الجلد، وهي ذات كفاءة عالية، وسريعة التأثير في التَّخلُّص من الهالات السوداء.
- إزالة الشَّعر: في بعض الأحيان يحتاج الطَّبيب إلى أن يزيل بعض الشعر الخفيف؛ لأنه من الممكن أن تنمو بعض الشُّعيرات الخفيفة في المنطقة العلوية من الخد القريبة من الجفون السُّفلية.
- الحقن، وتختلف المواد المستخدمة في هذه الحُقن، وهذا يعتمد على الحالة، فمنها حقن الأكسجين، وأيضاً يستخدم الأطباء حقن ثاني أوكسيد الكربون، وحقن الكولاجين، والهيالورونيك أسيد الذي يملأ الجفون إن كان يعاني المريض من نقص نسبة الدهون حول العين والذي يعطي شكل الهالات السوداء.
- المرحلة الثالثة: وهي استخدام العلاجات الطبيعية في البيت، كشرائح الخيار والطماطم، و الزبادي مع طحين الذُّرة، وبعض أنواع الزُّيوت، وأكياس الشاي الأخضر على شكل كمَّادات باردة ودافئة، وغيرها الكثير من الوسائل التي تساعد في التَّخلُّص من الهالات السوداء، حيث إن لها تأثيراً علاجيّاً جيداً، ولكن أكثر هذه الاستخدامات تكون وقائية أكثر من أن تكون علاجية.