لن يكون من حق أي أحد منّا أن ينكر تلك الظاهرة المزعجة،وما تسبّبه للأهل والطفل من متاعب كثيرة تتعدّاها إلى الحالة النفسيّة في كثير من الأحيان،وعلى الرّغم من أنّ ظاهرة التقمّل يمكن أن تصيب كافة الأعمار،إلا أنّها تنتشر بكثرة بين الأطفال،خصوصاً أولئك الذين تكون أعمارهم بين 3 أعوام إلى 12 عاماً .

القمل،عبارة عن حشرات بلا أجنحة ماصّة للدّماء بحجم حبّة السمسم ،لونها بين الأسود والرّمادي،وتمتلك ستّة أرجل،وهناك عدّة فصائل من القمل تختلف أنواعها باختلاف الكائن الذي تتطفّل عليه،أي أنّ فصيلة نوع القمل الذي يتطفّل على الإنسان يختلف عن النّوع الذي يتطفّل على الحيوان،لذا تعتبر عمليّة العدوى من الحيوان إلى الحيوان أو العكس نادرة الحدوث.

ومن المهم أن نعلم أنّ القمل يزحف فقط وليس بإمكانه القفز والطيران،لذلك فإنّ أحد أهم وسائل العدوى هي الإتّصال المباشر والإقتراب من الشخص المصاب.

تنتج القملة قرابة أربعة إلى خمسة بيضات في اليوم،وتفقس هذه البيوض خلال سبعة إلى إحدى عشر يوماً.

وإن أردنا الحديث عن أهم الأعراض المصاحبة لعدوى التقمّل فستكون أهمّها بالطبع الحكّة الشديدة في مؤخّرة الرّأس وبالقرب من الرّقبة،ولاشك أنّ هذه الحكّة ناتجة عن لدغة القملة وامتصاصها لدم الشخص المتطفّل عليه.

وعند محاولة السّيطرة على ظاهرة التقمّل والتخلّص منها،فإنّ من الضروري أن نقوم باختيار وسيلة لن تسبب ضرراً أكبر من الضّرر المتسبّب من الظاهرة نفسها،ويمكن القول بأنّ هناك أربعة طرق للسيطرة على هذه الظاهرة:

1.استخدام طريقة فعالة للتخلص من القمل.

2.إزالة البيض الناتج من القمل عن طريق تمشيط الشعر باستخدام مشط مناسب.

3.إزالة القمل من البيئة المحيطة عن طريق تنظيف الأدوات المستخدمة للتخلّص من القمل.

4.المتابعة اليوميّة لمراقبة الوضع والسيطرة عليه.

يعتبر استخدام غسولات الشعر ذات التركيبات المؤثّرة إحدى الطّرق الفعّالة للتخلّص من القمل،وينبغي الانتباه هنا إلى أنّ هذه الغسولات تحتوي على مواد قاتلة للقمل،لذا ينبغي اختيار النّوع الذي لا يضر بالشخص المصاب،ويمكن القول بأنّ الغسولات التي تحتوي على مادتي البيريثرين"Pyrethrin" والبيرميثرين"Permethrin" هي الأكثر فعاليّة والأكثر أمناً،وينبغي وضع الغسول هنا على منطقة الرّأس فقط وبالتحديد على شعر الرّأس وتركه لمدّة 10 دقائق قبل شطفه بالماء، دون وضعه على باقي أجزاء الجسد،وينبغي للشخص لذي يستعمله أن يلبس قفازات لحماية اليدين.

ولن ننسى أنّ استخدام هذه الغسولات بالإضافة إلى التّمشيط المستمر هي أفضل الوسائل المتّبعة للسيطرة على هذه الظّاهرة المزعجة.