صناعة الصبغة
كثير من النساء يعشقن تلوين شعرهن، ويقمن بذلك من مرتين إلى ثلاث مرّات في السنة، وخصوصاً مع ظهور ألوان جديدة، وتتماشى مع روح عصر العولمة، والسرعة، والتطوّر، الذي نشهده الآن، ممّا جعل الشركات الصانعة تتنافس في إنتاج أنواع عديدة من الصبغات تختلف في تركيبتها الكيميائية، وقوامها، وتأثيرها على الشعر، وهذا الذي سنتطرق للحديث عنه في هذا الموضوع.
تاريخ صناعة الصبغة
صنعت الصبغات لأوّل مرة في ظروف طريفة، فكانت أوّل من اخترعتها امرأة أمريكية، وربّة منزل عادية، تدعى جوان بوف، وكان ذلك في عام ألف وتسعمئة وثلاثين، حيث كانت تساعد زوجها الكيميائيّ في إعداد تجارب كيميائية في مختبره، وتمكّنت بعد دمج مجموعة من المواد الكيميائية من الحصول على مادة جديدة ، فقامت بتجربة تأثير هذه المادة على شعر قطتها الصغيرة، والذي تحول بعد برهة من الزمن من اللون الأسود، إلى اللون الذهبي الفاتح، فحينها لمعت فكرة تلوين الشعر في عقلها، واستمرّت في التجربة، والاختبار حتى استطاعت أن تبيع أوّل صفقة مربحة لهذه الصبغات عام ألف وتسعمئة وثمانية، وجنت منها ما يزيد عن أربعمئة ألف دولار أمريكي مرّة واحدة، وكان اسم هذه الصبغة كلارويل.
مكونّات الصبغة
تنقسم مكونات الصبغة بشكل عام إلى مكوّنات طبيعية، وأخرى عضوية كيميائية، بحيث تتوزع في تركيب اللون الواحد بنِسَب متفاوتة حسب نوع الصبغة، واللون، والشركة الصانعة، وفي الغالب فإنّ تركيب المادة الملوّنة للشعر تكون بنسبة ثلثين حجم عبوة الصبغة، وما تبقى فهو مواد مغذية، ومرطبة، وأهمّ المواد المكوّنة للصبغة هي الآتية:
نترات الأمونيا
هي مادة كيميائية تدخل في تركيب الصبغة بنسبة 2%، مسؤولة بشكل رئيسي عن قوام الصبغة، وثباتها، وتسبّب هذه المادة جفاف الشعر.
مادة بارافينيلين داي أمين (PPD)
عبارة عن مادة كيميائية صلبة القوام، تطحن، وتذاب في الماء لإعطاء اللون الأسود الداكن، والأسود المزرق، استخدمت قديماً في دباغة الجلود، وطلاء الجدران، و كحبر للطابعة، وتدخل في تركيب مادة الحناء التجارية التي تباع في الأسواق بثمن زهيد جداً، وهي تعتبر من أكثر المواد خطراً على صحّة الجلد، والجسم.
مادة داي أمينو توليوين (DAT)
عبارة عن مادة عضوية تدخل في تركيب الصبغة بنِسَب محدودة لا تتجاوز 3%، إذا إنّها تشكّل خطراً كبيراً على صحّة الإنسان فيما لو استخدمت فعلياً بنِسَب أكثر من ذلك، وخاصّة مع وجود مادة بارافينيلين داي أمين، والتي كما ذكرنا سابقاً لها مخاطر صحّية مباشرة على جسم الإنسان، ولو أتينا على ذكر بعض مخاطر وجود هاتين المادتين في تركيبة الصبغة، يمكن أن نلخّصها في النقاط التالية:
- يتسبب استخدامها في حدوث حساسية، وحكة، وتقرحات جلدية بالغة الأثر، ممكن أن تؤدّي النزيف.
- تعتبر عامل أكيد للإصابة بسرطان الجلد.
- تؤدّي للإصابة بضيق التنفس، وانخفاض ضغط الدم المفاجىء.
- تعتبر مادّة سامة جداً للأطفال.
مركبات معدن الرصاص
تدخل في تركيب قوام الصبغة لمنحها الثبات لأطول فترة ممكنة على الشعر، ولكنها توضع بنِسَب ضئيلة جداً وذلك لأنّها تعتبر مادّة سامّة للجسم في حال زادت نسبتها عن 0.3% من التركيب الكليّ لها.
معدن البزموث
عبارة عن أملاح قليلة الذوبان في السوائل، تدخل لمنح الصبغة السيولة اللازمة، تعتبر مادة سامة جداً في حال تم استخدامها بشكل غير مقنّن، وبنسب عالية غير النسب المتفق عليها عالمياً، تؤثر على الجسم بشكل مباشر، مسبّبة أضراراً جسيمة كالهزال، والفشل الكلوي، والتشويش الذهني، العصبي، وتضخّم الكبد.